اللبناني فؤاد الخازن.. جمع مجد المقاولات من طرفيه


شعاره اقتحام الصعب نجاح مضاعف


نقيب المقاولين اللبنانيين منذ أكثر من 35 سنة، رئيس مجلس إدارة مدير عام شركة «الكات» فؤاد الخازن جمع مجد المقاولات من طرفيه، فهو ابن مقاول معروف (الشيخ جميل الخازن)، وصهر صاحب اكبر شركة مقاولات في لبنان والشرق الأوسط هو الوزير والنائب المرحوم إميل البستاني.
وعندما توفي والده كان لا يزال على مقاعد الدراسة يتابع تحصيله في مجال العلوم الهندسية في بيروت، وقبل أن ينهي هذا التحصيل جمعه النصيب بالسيدة ميرنا البستاني كريمة اميل البستاني (التي احتلت المقعد النيابي بعد وفاة والدها لمدة سنة).
ويروي «شيخ الشباب»، كما يسميه زملاؤه المقاولون، قصته مع عالم المقاولات و«الكات» والشركات التابعة المتنوعة النشاطات، فيقول: «فور تخرجي من الجامعة عام 1959، استدعاني والد زوجتي المرحوم اميل البستاني وكان قد أصبح نائبا، ووضعني أمام خيارين: إما أن أتسلم مكتب الهندسة الذي تركه والدي وراءه مع ما في ذلك من صعوبة لكوني من دون خبرة وعلي التعاطي مع مهندسين ذوي خبرة عالية، مؤكدا لي ان الحياة الاجتماعية في لبنان لن تسمح لي باكتساب الخبرة اللازمة في الوقت اللازم، وإما الخيار الثاني وهو التالي: «بعد عشرة ايام من تخرجك، أي في 15 يوليو (تموز) 1959 تركب الطائرة وتسافر الى الكويت حيث تنفذ شركة الكات التي أسسها اميل البستاني اكبر مشروع في المنطقة في ذلك الوقت وهو مستشفى الصباح.
تبقى هناك سنة كاملة كمهندس عادي وتتعامل مع جميع المهندسين من دون اي امتياز، وتأتي كل شهرين الى لبنان لمدة أسبوع، وفي الشتاء تلحق بك زوجتك وابنك. وفي فصل الصيف تمضي شهرا ونصف الشهر مع اهلك في لبنان. وفي 4 سبتمبر (ايلول) من العام التالي تذهب الى انجلترا». وهكذا كان، بعد ان كان اعد لي ترتيبا مع 4 شركات هندسية بريطانية كبرى تنفذ اكبر المشاريع في لندن، ومنها الجسر الذي يربط مطار هيثرو بوسط العاصمة البريطانية، والمشروع الثاني كان الانفاق الموجودة تحت «الهايدبارك» والمشروع الثالث تنفيذ شركة كهرباء نووية، وقد أمضيت ثلاثة اشهر مع كل من الشركات الأربع».
وأضاف: «بعد عودتي من لندن عدت الى الكويت حيث تخصصت بالأعمال الميكانيكية والكهربائية والانابيب ضمن فريق «الكات». وبعد اربع سنوات اصبحت معاونا لرئيس المهندسين. وعندما توفي اميل البستاني بسقوط طائرته في البحر في 15 مارس (آذار) 1963 أصبحت عضوا في مجلس الادارة».
وأشار الى أن «الكات» كانت تضم 20 ألف موظف، كما كانت اكبر شركة مقاولات في الشرق الأوسط، فأسست اكبر مستشفى في الكويت، وأول فندق في أبو ظبي (بيتش اوتيل) عام 1961، وأول فندق في دبي (البستان) عام 1964، ومشاريع يطول تعدادها في السعودية (محطة كهرباء الرياض، ومجمع حرض للغاز، ومشروع خوف للغاز، وتوسيع مرفأ ينبع للبتروكيماويات، ومشروع عسير لنقل المياه، وحاليا نتعاون مع شركة أرامكو في أعمال كهروميكانيكية)، وفي البحرين (فندق هوليداي ـ إن) وفي الفجيرة وسلطنة عمان، وتتوسع الشركة حاليا باتجاه أفريقيا، وخصوصا نيجيريا مع ما في ذلك من صعوبات أمنية. ويعتبر الخازن ان شعار الشركة كان على الدوام «اقتحام الصعب مناخيا وأمنيا لأن النجاح عندئذ سيكون مزدوجا».
ويؤكد أن «الكات» امتنعت عن أخذ أي مشروع من الدولة طوال نيابة مؤسسها، بل كانت تسعى دائما نحو الخارج، وبالأخص الدول الخليجية، حيث أسس البستاني شبكة علاقات متينة وواسعة جدا «كانت خير إرث لنا»، على حد قول الخازن. وقد استدعى هذا التوجه منه اقتناء خمس طائرات خاصة كان هو وكادراته العليا يتنقلون بها عبر الدول التي تحتوي على مشاريع خاصة بالشركة وكانت المطارات في تلك الفترة بدائية جدا.
وبعدما تربع الخازن على رأس ادارة الكات، كان من الطبيعي ان يكون العين الساهرة على كل المؤسسات التي تفرعت من الشركة، فشغل منصب رئيس مجلس ادارة «بنك الصناعة والعمل» منذ العام 1985، ورئيس مجلس ادارة فندق « البستان» منذ العام نفسه، ورئيس مجلس ادارة شركة « ماذر كات للمقاولات» في السعودية منذ العام 1977، عضو مجلس ادارة «هولدنغ كات للمقاولات والتجارة»، ورئيس نقابة المقاولين اللبنانيين منذ العام 1971، وهي النقابة التي اسسها الرئيس الراحل سليمان فرنجية وأحد المديرين العامين في القطاع العام وهو محمد رعد والشيخ جميل الخازن (والد فؤاد).
وبعيدا عن مشاغل المقاولات، ترأس الخازن مجلس ادارة «الشركة المالية العقارية لمرفأ بيروت» منذ 1993، كما ترأس مجلس ادارة «الشركة العربية لخدمات السياحة» منذ العام 1988، ومجلس ادارة «التعاونية اللبنانية للتنمية» (قروض ميسرة للمهجرين) منذ العام 1993، وشغل منصب عضو في مجلس ادارة «سوليدير» ممثلا للأوقاف المارونية منذ تأسيسها عام 1994، وعضو في مجلس امناء «الجامعة اللبنانية ـ الأميركية» منذ العام 1996، ورئيس الأكاديمية اللبنانية للتذوق منذ العام 2003.
وبالرغم من كل هذه المشاغل والانشغالات وجد الشيخ الخازن متسعا لنفسه وللآخرين، « فأنا اجتماعي بطبعي، وأحب الناس كل الناس مثل الذي يحب الموسيقى إنما يحبها بكل انواعها. وأنا من المؤمنين بأن لفتة صغيرة نحو شخص يحتاج اليك لهي اكبر تعزية، تماما كما يمكن للذبابة ان تنقذ أسدا». ويعتبر أن نجاح رجل الأعمال في عمله يقوم على توزيع المهام والمسؤوليات ومحض المسؤولين الثقة الكاملة.

Comments

Popular posts from this blog

إمبراطورية عائلة الفهيم قيمتها مليار دولار

طلال خوري: أخذت من والدي 150 مليون درهم عام 1998 خسرت أغلبها في سوق الأسهم

المغربي السولامي رحال : من العلف...لأكبر ممون حفلات