صلاح الشامسي: "دوامي" 16 ساعة يومياً







رئيس غرفة تجارة وصناعة أبوظبي لا يمل من العمل






رجل الأعمال صلاح الشامسي رئيس غرفة تجارة وصناعة أبوظبي شخصية اقتصادية بارعة ومميزة، تيقن منذ بداية مشواره في الحياة أن للوقت قيمة لا تقدر بثمن فاختصر بإنجازته ما يستغرق في سنوات طويلة فقرأ للمنفلوطي وحفظ أشعار الشابي في صغره ومنها تعلم فلسفة الحياة وأن الطموح أقصر الطرق لتحويل الحلم الى واقع. الشعر خلق لديه حساً مرهفاً، يحترم المرأة وينظر للنجاح على أنه توفيق من الله ويحرص على رضا الوالدين، يعكف لساعات تصل الى 16 ساعة يومياً في العمل، معتبراً نفسه في سباق مع الذات، وتفوق في عمله وتقلد العديد من المناصب القيادية التي يستحقها. ولأن مشواره حافل بالإنجازات والتميز أجرينا معه هذا الحوار بوصفه أحد وجوه الإمارات الناجحة.

يعكس تدرجك الوظيفي السريع وإنجازاتك العملية ومناصبك القيادية مشوار طالب متفوق، حدثنا عن أهم محطاتك الدراسية؟
كانت معدلاتي الدراسية فوق المتوسط ولكنني كنت متفوقاً ومتميزاً في القيادة، تلك السمة التي تمتعت بها بالفطرة وكنت أحب التطور والتعلم.
واعتبر أن المرحلة الثانوية أهم المراحل في حياتي، إذ تعد مرحلة النضوج ما قبل الجامعة وتلقيت تعليمي الثانوي في مدرسة زايد الأول الثانوية واخترت التخصص العلمي بهدف دراسة الهندسة المدنية والتي كنت أنظر إليها كمفتاح للوصول للمناصب القيادية. وعندما حصلت على الثانوية التحقت بالدراسة الجامعية في أمريكا والتي استهلت بدراسة اللغة الانجليزية لمدة ثمانية شهور والحمد لله اجتزت هذه الدورة بدرجة امتياز وكان زملائي يطلقون عليّ اسم “القاموس” لحفظي للكلمات عن ظهر قلب. وفي غضون ثلاث سنوات ونصف السنة حصلت على بكالوريوس الهندسة. ودراستي في أمريكا ساعدتني كثيراً في صقل شخصيتي واكتساب خبرات من تجارب الآخرين.
صف لنا مرحلة طفولتك ومدى تأثرك بوالديك وما ورثته من صفات شخصية؟
لم أكن مدللاً وكنت أجتهد وأسعى دائماً لإثبات نفسي وخاصة أمام تحفيز والدي رحمه الله الدائم لي والحمد لله أسلوبه في تربيتنا كان وراء تفوقي أنا وأشقائي، فجميعنا في مراكز مرموقة وفي عائلتنا عدم إكمال الدراسة الجامعية جريمة لا تغتفر وغير واردة وأخذت من والدي قوة الشخصية وحب الناس والسمعة الطيبة وحب مساعدة الآخرين.
أما والدتي فتوفيت وأنا في الصف الأول الإعدادي وحرماني منها مبكراً كان وراء تقديري واحترامي للمرأة، فهي بالفعل بركة وعوضت هذا الافتقاد في عطائي للحب لوالدي وأشقائي وزوجتي وأبنائي بالإضافة الى تقدير والدي أكثر.
وفي طفولتي ظهرت لديّ موهبة الشعر ودخلت مسابقات شعرية كثيرة. وقرأت كل كتب المنفلوطي وأنا في الصف الخامس الابتدائي وحفظت قصائد أبو القاسم الشابي وما زلت أرددها الى الآن، خاصة في بعض المواقف. وأفادني حبي للشعر في إتقان اللغة العربية كتابة وحديثاً وأضع بصماتي دائماً على رسائلي أو الكلمات التي ألقيها في المؤتمرات أو المحاضرات، وما زال حس الشاعر المرهف يعيش معي الى الآن.
وأتذكر تجربتي في المدرسة مع مشروع “مدير ليوم واحد” وأخذت دور مدير مدرستنا ونجحت في هذه التجربة والحمد لله لأنني شخصية نظامية وملتزمة ووقتها تمرست على أن أكون مديراً.
كما أتذكر بيتنا القديم في العين الموجود الى الآن ولكننا انتقلنا الى بيت حديث منذ 23 عاماً، وكان لدي أصدقاء أكثر وأتواصل معهم حتى الآن ومنهم أحمد البادي ومحمد البواردي، ومحمد نخيرة الظاهري وغيرهم ولدي أصدقاء طفولة من جنسيات عربية عدة.
سيرتك الذاتية قائمة طويلة حافلة بالمناصب المرموقة والجوائز والشهادات فما السر وراء هذه النجاحات؟
السر وراء نجاحي أولاً توفيق رب العالمي فهو سبحانه وتعالى يوفق عباده المجتهدين المخلصين وأنا بحمد الله بذلت جهداً إضافياً في عملي وكانت تصل ساعات عملي الى 16 ساعة متواصلة من دون توقف وكنت أعمل بجدية والإنسان لا يتعب جسدياً من العمل ونلاحظ أن الأشخاص الذين يطلعون “معاش مبكر” يكبرون بسرعة.
وعملي ليس به جهد جسماني وإنما عقلي وهذا مطلوب، وفي حال عدم إعمال العقل يصاب الإنسان بالهرم.
كما أن رضا الوالدين وبركة زوجتي وأبنائي وراء نجاحي بالإضافة الى الخبرات التراكمية والسمعة الطيبة والعلاقات القوية وحب الناس وما أصنعه من خير للآخرين.
وأنا أتلذذ بالعمل ولا أشعر بمرور الوقت ولا بالجوع طيلة فترة عملي.



مسيرتك العملية شهدت حراكاً وظيفياً سريعاً ومتلاحقاً فما أهم محطاتك؟وما أبرز ملامح استراتيجيتك في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي؟




مسيرتي العملية تنقسم الى محطتين، الأولى في القطاع الحكومي خلال الفترة من 1981 الى 1996 وبدأت عملي كمهندس في شركة أدنوك وبعد ثلاث سنوات تقريباً أصبحت مديراً وكنت الرجل الثاني في الشركة لمدة 12 سنة توليت خلالها قطاعات ومشاريع كبيرة. وعملت في القطاع الحكومي لمدة 15 عاماً قدمت خلالها واجبي الوطني على أكمل وجه وكانت أهم هذه الإنجازات تخفيض المصاريف وزيادة الإنتاجية وتطبيق سياسة التوطين ورفع مستوى السلامة وحصد جوائز عديدة.
والمحطة الثانية بدأت منذ عام 1997 الى الآن في القطاع الخاص وأنا أحب العمل في هذا القطاع والذي من خلاله حققت مكانة اقتصادية مرموقة، ويصل رصيد خبرتي في القطاعين الى 26 عاماً وهي بالتأكيد مضاعفة لأنني كنت أعمل ضعف ساعات العمل من دون أن يتخللها ساعات راحة أو توقف.
ودخولي للغرفة زاد رصيدي من محبة الناس وعلاقاتي الجيدة كانت وراء نجاحي في الانتخابات وأسعى خلال السنوات الأربع وهي مدة رئاسة الغرفة الى خدمة القطاع الخاص وتسهيل وتذليل العقبات للوقوف على هموم ومشكلات هذا القطاع وحلها لخدمة اقتصاد وطني ومساعدة هذا القطاع لتبوؤ مركز قيادي، وبما أنني أمثل رجال الأعمال وأعمل على متابعة أمورهم وأعمالهم، كما أنني ضمير لهذا القطاع أقوم بدور همزة الوصل لرفع التوصيات، بالإضافة الى دوري في إبراز المبدعين والموهوبين وتحفيز العاملين على العمل والتدريب.



والحمد لله سياستنا مفتوحة فمن حين لآخر هناك مؤتمرات صحافية لإعلان الإنجازات وتقييم النتائج.
لماذا اخترت دراسة إدارة الأعمال في الماجستير وليس الهندسة؟ وهل تفكر في المواصلة لنيل الدكتوراه؟




اخترت دراسة الماجستير في الإدارة لأنني قطعت سنوات طويلة في العمل في هذا المجال، وإذا واصلت الدراسة في الهندسة سأضطر للعمل في مجالها، أما الإدارة فتمنحني المزيد من الخبرة في المحاسبة والتسويق ومهارات العلوم الإدارية.
وحالياً أحضّر لدراسة الدكتوراه في مجال الإدارة. وأنا لا أتوقف عن الاطلاع والإلمام بعلوم الإدارة وسبق لي وشاركت في ندوات والتحقت في دورات ومنها ندوة حول قانون المقاولات في نيوجيرسي في الولايات المتحدة وندوة في إدارة المشاريع في الولايات المتحدة الأمريكية والإدارة العامة في أبوظبي بالإضافة الى ندوات ودورات متخصصة في المشاريع وإدارة الهندسة وإدارة العقود الهندسية



.
توليت منصب المدير منذ ما يقارب ال 23 عاماً، فما سمات المدير المحترف من وجهة نظرك؟
لا بد أن يكون المدير قدوة أي أن يكون مثالاً جيداً للموظفين يطبق على نفسه القوانين قبل غيره وتتوافر فيه صفات عدة كالإبداع والابتكار والانضباط والالتزام وحسن التصرف بالإضافة الى إدارة العمل ضمن فريق وعدم المجاملة على حساب العمل والصرامة في اتخاذ القرارات.
وعلى المدير أن يطور وينمي من ذاته بالقراءة والالتحاق بالدورات في مجال الإدارة والحمد لله أصبحت مديراً متمرساً ومهنياً.
ألا تفكر في إعداد مؤلفات تستعرض خلالها النظريات التي تطبقها ليستفيد منها الشباب المقبل على إقامة مشاريع جديدة؟
الناس لا تقرأ ولكن تجربتي العملية أمام الجميع فأنا لا أضيع الوقت وفي ثلاث سنوات ونصف السنة انتهيت من دراستي وتحديت العقبات ونجحت في تأسيس شركات فتحت بيوتاً كثيرة



.
تقبل على إقامة المشاريع وإنشاء الشركات الجديدة بقلب من حديد، ألم تخش السوق والفشل؟
لا.... لأنني أنظر لهذه المشاريع بنظرة أخرى تختلف عن الآخرين، فأنا أفتح أبواباً للرزق وأحب أن أتطرق لمجالات جديدة وأكون السبّاق إليها. وأنا في سباق مع الذات وأتخيل أن الدنيا سباق والبقاء للأسرع، كما أحب أن أتسابق في الخير وتبني المبدعين والمنتجين، وتقديم الدعم



للمواطنين، خصوصاً الكفاءات التي لم تحصل على فرصة. والطموحات تجعل المحارب في قمة التحدي للوصول الى غاياته



.
ما الأدوات الأساسية للمشروع الناجح؟
الرؤية والتصميم والإرادة والرجال والموهبة والخبرة والإدارة وهي عناصر كان يمتلكها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وطيب ثراه وحقق بها أكبر مشروع وهو دولة الإمارات العربية المتحدة. كما يقال “السهل الممتنع” ومع الخبرات التراكمية يتلاشى التعب والمجهود نظراً لوضوح الرؤية. ولي أسلوب مغاير للمعتاد



.
وما أسباب فشل المشاريع في ظل توافر جميع هذه العناصر؟
“جملة واحدة وبسيطة أسهل من رشفة الماء” هي عدم المتابعة.
تعمل لساعات متواصلة، فأين نصيب أسرتك من برنامجك؟ وكيف تتواصل مع أبنائك؟




زوجتي وأبنائي كما ذكرت بركة فأنا والحمد لله أحظى بالاستقرار العائلي لأن زوجتي متفهمة لطبيعة عملي جيداً وتشعر أن بيتها مملكتها تتصرف فيه كيف تشاء، فلا أتدخل في تربية الأبناء أو ديكور البيت. ولحظة دخولي للمنزل تشعر أسرتي بالفرحة والسعادة للقائي. والحمد لله جميع نجاحاتي تعود على أسرتي معنوياً ومادياً، وأنا داخل البيت شخصية مختلفة وأبتعد عن دور القيادي الصارم وأتحول الى الزوج والأب الحنون والعطوف وأركز على نوعية الوقت الذي أقضيه مع أسرتي. ولدي أربعة أبناء هم فاطمة ومي وهادف وسالم أسافر معهم وأحفزهم على الاستذكار من دون التدخل في خياراتهم الدراسية من خلال نجاحاتي وتجاربي. وفي ظل عدم توافر الإمكانات والظروف التي يحظون بها. وأود أن أكون مثل الشجرة التي تظلل على من حولها من الأهل والأقارب والأصدقاء



.
كيف يمكننا تغيير نظرة الشباب الرافض للعمل في القطاع الخاص؟
عقلية التاجر المستثمر غير موجودة في ظل ترسخ العقلية الميري، فلا بد من تغيير هذه الثقافة والعمل على تنمية عقلية المستثمر مع مساعدة الشباب عبر نشر هذه الثقافة وتدريبهم وفتح آفاق لفرص العمل وتمويل مشاريعهم وهذا ما تفعله غرفة تجارة وصناعة أبوظبي



.
وبالنسبة للشباب الراغب في إقامة مشروع هل من نصيحة لهم؟
أولاً دراسة العلوم المالية والتسويق مهمة جداً وفي حال عدم دراسة هذا التخصص لا بد أن يصقل الشاب نفسه بالدورات المتخصصة وألا يتسرع في فتح المشروع قبل الحصول على الخبرة ومع جمع العلم والخبرة عليه بالإبداع.

أحب ثلاث هوايات
أعتبر شهادة الامتياز التي حصلت عليها في ختام دورة اللغة الانجليزية في بداية دراستي في أمريكا أفضلها لأنني فرحت بها كثيراً واعتبرتها إنجازاً وخاصة وأنا على أبواب الدراسة الجامعية. كما فرحت بشهادة تخرجي في الجامعة وحصولي على بكالوريوس الهندسة، وأحب ثلاث هوايات القراءة والسفر والرياضة.
وأحب القراءة في مجال عملي “الإدارة” و”المال والأعمال” وغير ذلك فأنا أتعلم من تجارب الآخرين.
والسفر يعطي للإنسان نظرة شمولية ويفتح له المجال للتعامل مع الآخرين. وأنا طالب أتيحت لي فرصة السفر بالقطار من شرق أمريكا الى غربها وسكنت القطار ومن خلال هذه الرحلة الطويلة والتي رجعت منها من طريق آخر تعلمت الكثير من المهارات والثقافات كالاعتماد على النفس واكتشاف المجهول والتعرف الى مدن جديدة واكتساب خبرات إضافية.
وأحب زيارة أمريكا وهي تمثل التطور والحداثة، عالم آخر “قارة” تختلف كل ولاية عن غيرها فلكل منها طابع وتضاريس ومذاق مغاير عن الأخرى. وأحلم بحب الناس وتقديم المزيد من المساعدات حتى تكون سيرتي عطرة ويقال إنني فعلت خيراً ولي بصمة ملموسة، ولذلك فأنا فخور بالقدرة القابضة. وأتمنى زيادة الوعي الاستثماري في دولتنا، وأتمنى أن يكمل أبنائي مسيرتي وأن يكونوا أصحاب رسالة وأفضل مني وأحب مني لفعل الخير وأن يتخذوا والدهم قدوة لهم
.

Comments

Unknown said…
ما شاء الله من نجاح لنجاح
فعلا مثلا للرجل الناجح فى مجال اداره الاعمال بالتوفيق الدائم والمتميز

Popular posts from this blog

إمبراطورية عائلة الفهيم قيمتها مليار دولار

طلال خوري: أخذت من والدي 150 مليون درهم عام 1998 خسرت أغلبها في سوق الأسهم

المغربي السولامي رحال : من العلف...لأكبر ممون حفلات