المغربي مسعود أكوزال : من حانوت...إلى مجموعة تجارية كبرى


الحاج مسعود أكوزال صاحب شركة "زيوت مكناس"، اسم تحاك حول ثروته الكثير من القصص الخيالية. بدايته كانت كبائع عادي في حانوت للمواد الغذائية، خاصة الزيت بالتقسيط، اجتهاده وخدمة الليل مع النهار جعلته يطور شبكة حوانيته ليصل عددها إلى 300 حانوت في نهاية الخمسينات. الشبكة الوطنية لحوانيت مولاي مسعود تطورت بشكل كبير طوال السنوات اللاحقة، ليصبح من كبار تجار الجملة. رأسماله المتراكم سيوظفه في شراء مجموعة من الشركات المختصة في مواد الصباغة. سنة 1973 سيشتري شركة "ديليكلوز" و "كلين" سنة 1978، وبعدها سيتجه إلى بناء مصنع خاص بتجميد الأسماك، ليحتل في نهاية السبعينيات المركز الرابع من حيث القوة المالية على مستوى رجال الأعمال المغاربة، إلى درجة أنه طلب قرضا بمبلغ 90 مليون درهم من أحد البنوك فحصل عليه بدون ضمانات، فقط اسمه. مجموعة أكوزال ستتقوى بعد شرائه لشركة "شيميكولور" فاحتكر بذلك قطاع صناعة المواد الكيماوية المستعملة في الصباغة. مول الزيت واجه أزمة فاشله سنة 1959 خلال ما عرف بقضية الزيوت المسمومة. ماركة الزيت المسماة "مولاي" جعلت الناس يحملونه مأساة الضحايا الذين توفوا بعد استعمال الزيت الممزوجة بوقود الطائرات الأمريكية. في تلك القضية صدر حكم بالإعدام على خمسة متهمين لم يكن من بينهم اسم مسعود أكوزال، مما جعله يستعيد بعضا من ثقة رجال الأعمال فيه. تلك الثقة التي يعتبرها الباحث أحمد عصيد الرأسمال الحقيقي الذي كون به المليارديريه ديال سوس ثرواتهم، فعلى عهدهم لم تكن هناك ثقافة المقاولة بالمعنى الحديث للكلمة، والتعامل كان يتم على أساس السمعة والكلمة. مولاي مسعود حسب من اشتغلوا معه، كان يمثل الروح السوسية بأسمى تجلياتها.

Comments

Popular posts from this blog

إمبراطورية عائلة الفهيم قيمتها مليار دولار

طلال خوري: أخذت من والدي 150 مليون درهم عام 1998 خسرت أغلبها في سوق الأسهم

المغربي السولامي رحال : من العلف...لأكبر ممون حفلات