رجل الأعمال المغربي ميلود الشعبي.. ملياردير بدأ كراع للماعز




يستثمر مليارات الدولارات في مشروعات عقارية بالإمارات ووسائل إعلام مصرية وصفته بـ"اليهودي"

رجل الأعمال المغربي ميلود الشعبي.. ملياردير بدأ كراع للماعز



يعتبر رجل الأعمال العصامي المغربي، ميلود الشعبي، رجل الاقتصاد الأكثر شعبية والأكثر إثارة للجدل في بلاده، وخارجها، فسبق لوسائل إعلام مصرية أن وصفته بـ"اليهودي المغربي" بدعوى زعزعته لاستقرار بورصة القاهرة، كما أنه توجه باستثمارات تقدر بالمليارات نحو الخليج عبر "هجرة عكسية للأموال" في وقت تشجع فيه بلاده مستثمرين من كل بلاد الدنيا على المجيء وضخ أموال في أوصال الاقتصاد المغربي لإنعاشه وإخراجه من الإطار النمطي.

أصل التسمية
غير أن تسميته "الشعبي" لا تمت بصلة إلى شعبيته وشهرته التي تجاوزت حدود المغرب والعالمين العربي والإفريقي، وإنما لكونه يتحدر من بلدة "شعبة" الواقعة قرب مدينة الصويرة، جنوب الدار البيضاء، بحسب مقابلة معه نشرتها جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية اليوم الخميس 27-6-2007، وأجراها الصحفي لحسن مقنع.ورغم أن الشعبي يوجد على مشارف العقد الثامن من عمره، إلا أنه لا يزال يتمتع بحيوية يحسده عليها رجال الأعمال الأكثر شبابا، ولا يزال يخلق المفاجآت تلو الاخرى سواء في مجال المال والأعمال أو في مجال السياسة. وقبل سنوات قليلة قدم الشعبي استقالته من حزب الاستقلال المحافظ، بعد ان فاز اسمه بمقعد في مجلس النواب المغربي في انتخابات 2002. ولم يجد المحللون صعوبة كبيرة آنذاك في التنبؤ بأن الشعبي المعروف بورعه ومحافظته، وحربه الشعواء الدائمة على ترويج الخمور والتعاملات الربوية، سينضم إلى صفوف حزب العدالة والتنمية الاصولي، إلا أن الرأسمالي المغربي، وصاحب المجموعة الاقتصادية "يينا هولدينج"، ومالك سلسلة فنادق "رياض موغادور" الفاخرة، في المغرب التي تعتبر المجموعة السياحية الأولى التي لا تقدم الخمور لزبائنها، إضافة إلى سلسلة متاجر "أسواق السلام"، التي تعد أول سلسلة سوبرماركت عصرية لا تبيع الخمور، خلق المفاجئة عندما أعلن انضمامه إلى حزب التقدم والإشتراكية (الشيوعي سابقا).

نزوة عابرة
ورغم انضمام الرفيق الشعبي رسميا إلى فريق الإخوان الاشتراكيين في البرلمان، لم يحمل أحد مسألة انخراطه في حزب رفاق ستالين ولينين محمل الجد، واعتبروها مجرد نزوة عابرة. وتوقع المراقبون نهاية سريعة للزواج الطارئ بين رجل الأعمال المحافظ وحزب التقدميين الحداثيين، وذلك رغم أن الشعبي نفسه أكد "أن ما يجمعه بمناضلي حزب التقدم والاشتراكية قوي ومتين، من قبيل الثبات على المبادئ، وإعطاء الأولوية للقضايا الاجتماعية، والدفاع عن حقوق وكرامة الكادحين". وخلافا لكل التوقعات فإن الشعبي ما زال حتى اليوم منخرطا في صفوف "التقدم والاشتراكية"، بل أكثر من ذلك فهو سيعزز فريق هذا الحزب في مجلس النواب الجديد بمقعدين،الأول فاز به هو شخصيا في محافظة الصويرة، والثاني فاز به نجله فوزي تحت لافتة نفس الحزب في مدينة الرباط.وفي المجال الاقتصادي، لا تخلو مسيرة رجل الأعمال العصامي من المفاجئات أيضا. ففي الوقت الذي بدأ فيه تدفق الاستثمارات الخليجية بشكل غير مسبوق إلى المغرب، وتوجهها نحو المشاريع العقارية الضخمة، فاجأ الشعبي المتتبعين حين أعلن قبل أشهر دخوله في استثمارات عقارية بالمليارات في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقبل ذلك بأشهر قليلة أثار إعلان الشعبي لحبه لمصر وشعبها زوبعة في عالم الإعلام والأعمال بالقاهرة. فلم يكن دخول "سوروس المغربي" كما لقبه البعض إلى بورصة القاهرة ليمر مرور الكرام، اذ سارعت بعض وسائل الإعلام المصرية إلى مهاجمته، فوصفه بعضها بـ"اليهودي المغربي" الذي جاء ليزعزع أركان الاقتصاد المصري، فيما اتهمه آخرون بسعيه لشراء واحتكار كل شيء في مصر بعد وضعه اليد على بعض المشاريع والشركات هناك. وتجدر الإشارة إلى أن الشعبي تربطه شراكة مع مؤسسة "المقاولون العرب" المصرية العملاقة.

بداية متواضعة
وكانت انطلاقة الشعبي مبكرة في بلدته الصغيرة، فبعد تلقيه تعليما بسيطا في طفولته بمسجد البلدة حيث تعلم الحروف العربية، وحفظ ما تيسر من القرآن، خرج لميدان العمل، تارة كراع للماعز، وتارة أخرى كعامل زراعي. وتمكن الشعبي، الذي لم يكن يتجاوز ربيعه الخامس عشر، من توفير بعض المدخرات من تلك الأعمال البسيطة، وبدأت مخيلته تنظر بعيدا للآفاق الواسعة خلف تلك الجبال التي تفصل بلدته الصغيرة عن مدينة مراكش. ومن مراكش انتقل الشعبي إلى مدينة القنيطرة حيث أنشأ هناك سنة 1948 أولى شركاته، وهي عبارة عن شركة صغيرة متخصصة في أشغال البناء والإنعاش العقاري. وما زال الشعبي يحتفظ بأوراق تلك الشركة، والتي لا يتردد في إظهارها للملأ مفتخرا بكونه أول منعش عقاري بالمعنى العصري للكلمة في المغرب.في القنيطرة وجد الشعبي وسطا اقتصاديا منغلقا، فمجال المال والأعمال في المغرب كان آنذاك محتكرا من قبل المعمرين الفرنسيين، وبعض التجار اليهود، وبعض الأسر المغربية العريقة، إلا أن الشعبي رفع راية التحدي لتحطيم كل السقوف الزجاجية والحديدية التي تعترض طموحه في اكتساب موقع قدم في عالم المال والأعمال المحتكر من طرف النخبة الفرنسية والمتفرنسة. وعمل بجد من أجل تحقيق هدفه. فنوع نشاطه واتجه نحو صناعة السيراميك عبر إطلاق شركة متخصصة سنة 1964. وما أن توفر للشعبي ما يكفي من التجربة والترسيخ في مجال الأعمال حتى بدأ ينظر لفرص شراء شركة عصرية كبيرة. فتقرب من مجموعة "دولبو ـ ديماتيت" لصناعة وتوزيع تجهيزات الري الزراعي ومواد البناء. غير أن عائلة "دولبو" الفرنسية التي تسيطر على رأسمال المجموعة لم تستسغ دخوله كمساهم في رأسمالها.

إعلان حرب
وكان هذا الرفض بمثابة إعلان حرب. آنذاك رفع الشعبي راية التحدي، وأطلق شركة منافسة حطمت أسعار منتجات "دولبو ـ ديماتيت". واستمرت غزوات الشعبي الاقتصادية لسنوات طويلة قبل أن ينتهي الأمر بعائلة دولبو إلى إعلان الهزيمة، واتخاذ قرار بيع مجموعتها الصناعية، التي كانت مشرفة على الإفلاس للشعبي نفسه، وذلك عام 1985. وشكلت هذه العملية طفرة في مسار الشعبي المهني. فعلى إثرها قام بتأسيس مجموعة "يينا هولدينج" القابضة، والتي نقلت نشاطه من الطابع العصامي إلى الطابع المؤسساتي. ولم يكن إطلاق تسمية مجموعته القابضة "يينا" اعتباطيا، وإنما تم اختيار هذه الكلمة اسما لها لكونها تعني في اللغة الأمازيغية "أمي"، في إشارة إلى كونها الشركة الأم التي تتفرع عنها باقي شركاته وأعماله.وتوالت بعد ذلك الطفرات التي سترسم معالم "يينا هولدينج" كواحدة من أقوى المجموعات الاقتصادية بالمغرب. ففي سنة 1992 أنشأ الشعبي شركة "جي بي سي" للكارتون والتلفيف. ثم فاز بصفقة تخصيص الشركة الوطنية للبتروكيماويات "سنيب" سنة 1993. وفي 1994 أطلق شركة "إليكترا" للمكونات الكهربائية والكابلات وبطاريات التلفزيون، وفي 1998 أطلق سلسلة متاجر "أسواق السلام" العصرية، تبعها إطلاق أولى وحدات سلسلة فنادق "رياض موغادور" سنة 1999، لتصبح "يينا هولدينج" بذلك إحدى المجموعات الاقتصادية المهمة في المغرب.ولم يقتصر توسع مجموعة الشعبي الاقتصادية على المغرب بل امتد إلى الخارج، فالشعبي يعتبر من رجال الأعمال المغاربة الأوائل الذين اتجهت أنظارهم إلى البلدان الإفريقية المجاورة. وكانت أولى استثماراته في ليبيا سنة 1968، ثم تلتها تونس قبل أن تبدأ المغامرة الإفريقية التي فتحت المجال أمام عالم الأعمال المغربي لاكتشاف قدرات القارة السمراء.

مفاجآت سياسية
وقبل سنوات قليلة قدم الشعبي استقالته من حزب الاستقلال المحافظ، بعد أن فاز اسمه بمقعد في مجلس النواب المغربي في انتخابات 2002. ولم يجد المحللون صعوبة كبيرة آنذاك في التنبؤ بأن الشعبي المعروف بورعه ومحافظته، وحربه الشعواء الدائمة على ترويج الخمور والتعاملات الربوية، سينضم إلى صفوف حزب العدالة والتنمية الأصولي، إلا أن الرأسمالي المغربي، وصاحب المجموعة الاقتصادية "يينا هولدينج"، ومالك سلسلة فنادق "رياض موغادور" الفاخرة، في المغرب التي تعتبر المجموعة السياحية الأولى التي لا تقدم الخمور لزبائنها، إضافة إلى سلسلة متاجر "أسواق السلام"، التي تعد أول سلسلة سوبرماركت عصرية لا تبيع الخمور، خلق المفاجئة عندما أعلن انضمامه إلى حزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا).ورغم انضمام الرفيق الشعبي رسميا إلى فريق الإخوان الاشتراكيين في البرلمان، لم يحمل أحد مسألة انخراطه في حزب رفاق ستالين ولينين محمل الجد، واعتبروها مجرد نزوة عابرة. وتوقع المراقبون نهاية سريعة للزواج الطارئ بين رجل الأعمال المحافظ وحزب التقدميين الحداثيين، وذلك رغم أن الشعبي نفسه أكد "أن ما يجمعه بمناضلي حزب التقدم والاشتراكية قوي ومتين، من قبيل الثبات على المبادئ، وإعطاء الأولوية للقضايا الاجتماعية، والدفاع عن حقوق وكرامة الكادحين". وخلافا لكل التوقعات فإن الشعبي ما زال حتى اليوم منخرطا في صفوف "التقدم والاشتراكية"، بل أكثر من ذلك فهو سيعزز فريق هذا الحزب في مجلس النواب الجديد بمقعدين، الأول فاز به هو شخصيا في محافظة الصويرة، والثاني فاز به نجله فوزي تحت لافتة نفس الحزب في مدينة الرباط.وفي المجال الاقتصادي، لا تخلو مسيرة رجل الأعمال العصامي من المفاجئات أيضا. ففي الوقت الذي بدأ فيه تدفق الاستثمارات الخليجية بشكل غير مسبوق إلى المغرب، وتوجهها نحو المشاريع العقارية الضخمة، فاجأ الشعبي المتتبعين حين أعلن قبل أشهر دخوله في استثمارات عقارية بالمليارات في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقبل ذلك بأشهر قليلة أثار إعلان الشعبي لحبه لمصر وشعبها زوبعة في عالم الإعلام والأعمال بالقاهرة. فلم يكن دخول "سوروس المغربي" كما لقبه البعض إلى بورصة القاهرة ليمر مرور الكرام، إذ سارعت بعض وسائل الإعلام المصرية إلى مهاجمته، فوصفه بعضها بـ"اليهودي المغربي" الذي جاء ليزعزع أركان الاقتصاد المصري، فيما اتهمه آخرون بسعيه لشراء واحتكار كل شيء في مصر بعد وضعه اليد على بعض المشاريع والشركات هناك. وتجدر الإشارة إلى أن الشعبي تربطه شراكة مع مؤسسة "المقاولون العرب" المصرية العملاقة.

Comments

Popular posts from this blog

إمبراطورية عائلة الفهيم قيمتها مليار دولار

طلال خوري: أخذت من والدي 150 مليون درهم عام 1998 خسرت أغلبها في سوق الأسهم

المغربي السولامي رحال : من العلف...لأكبر ممون حفلات