رجل الأعمال البحريني داداباي ينطلق من محل صغير إلى أبراج اللؤلؤ


أول من أسس فندق 4 نجوم يسعى لبناء مساكن لمحدودي الدخل

لا يدَّعي رجل الأعمال البحريني محمد داداباي، أول من أسس فندق 4 نجوم في بلاده، أنه بدأ حياته من الصفر، كما فعل آخرون بحكم أن والده كان يمتلك محلاً للهدايا والقرطاسية بشارع الشيخ عبد الله بالمنامة، لكنه يعتقد أن رحلته إلى اليابان في عام 1968 كانت البداية الحقيقة لمشواره في دنيا المال والأعمال.. كانت الرحلة للمشاركة في المعرض الشهير حينها "أكسبو سفنتي" في اليابان، واستغل داداباي فرصة تواجده في اليابان ليشتري بعض البضائع والمنتجات لمحل والده الصغير.. كانت تلك البضائع فاتحة خيرٍ كثيرٍ للمحل، وكانت الرحلة بمثابة اكتشاف للعالم بالنسبة له، وحافزا قويّا لتطوير توجهاته وأفكاره المستقبلية.

يقول المليونير ورجل الأعمال البحريني محمد داداباي لـ"لأسواق نت" بدأت مشواري العملي في فترة الخمسينيات، وذلك في محل والدي، وكنت حينها لم أتعد الثانية عشرة من العمر، وبالرغم من حداثة تجربتي في الحياة إلا أنني كنت على يقين من أن الخطوات المدروسة تساهم في تحقيق النجاح المرجو.

ويضيف كان والدي رجلاً محبًّا للعلم، ولكوني الابن الأكبر في العائلة فقد أدخلني إلى المدرسة الإنجليزية، ثم المدرسة العربية في مملكة البحرين لأتقن اللغة العربية، ومن ثم شجعني لاستكمال الدراسة الجامعية في مدينة مومباي التي كانت تعرف ببومباي، إلا أن حلم والدي لم يكتمل؛ فقد تركت دراستي الجامعية نظرا لحاجة والدي لي كي أساعده بإدارة المحل، والذي كان فرصة لصقل خبرتي بالتجارب الحياتية التي ساهمت في تعزيز فكري وتوجهاتي.


البداية الحقيقية في المقاولات

مضت السنون تتوالى حتى بداية الثمانينيات، وكان داداباي لا يزال يعمل بالتجارة مع والده، وشاءت الأقدار أن يدخل قطاع المقاولات بإمكانيات بسيطة؛ حيث حصل على مقاولة بناء لعمارة شهاب في منطقة المنامة من قِبل مكتب عارف صادق للاستشارات الهندسية، ومنذ ذلك اليوم فُتحت الدنيا أمامه، وتوالت المشاريع، بعد أن تعززت سمعته في هذا القطاع، لينتقل إلى بناء وبيع الفلل، حتى وصل إلى وضعه الحالي كواحدٍ من أكبر مطوِّري العقارات في البحرين، يساعده في أعماله المتعددة ابنه الأكبر شبير داداباي إلى جانب أبناء أخيه قطب وحاتم داداباي.

مع توالي الأعمال والمشاريع أصبح داداباي يفكر في استغلال كل الفرص المتاحة، وعندما تم إنشاء جسر الملك فهد بين البحرين والمملكة السعودية بحث مع مجموعةٍ من أصدقائه كيفية استثمار الحدث، فقام بتأسيس أول مشروع للشقق المفروشة تحت مسمَّى "بيت ألحوره"، حيث شهدت المملكة في تلك الفترة أفواجا كبيرة من السياح السعوديين، ونجح المشروع فتم تطويره إلى بناء "فندق بيسان الدولي"، الذي كان يصنف في تلك الفترة بأول فندق أربعة نجوم في مملكة البحرين، ومنها كان التأسيس لمجموعة "إيليت العالمية"، والتي تُدار في الوقت الراهن من قبل الابن الأكبر شبير.


مجموعة مشاريع

ويقول داداباي "تتابع المشاريع جعلني دائمَ التفكير في عملية التطوير وإنشاء الجديد والدخول في مجالات ليست اعتيادية، والتي من أبرزها مشروع فندق منتجع حوار السياحي، والذي دعمني في إنشائه ملك البحرين، الذي لولاه لما أنجز المشروع بالصورة التي هو عليها الآن، واستقطب الزوار والسائحين وساهم في عملية الجذب السياحي لمملكة البحرين، كما أنشأت أول معهد للتدريب الفندقي للشباب البحريني؛ من أجل صقل خبراتهم وتأمين وضع معيشي جيد بالنسبة لهم، إلى جانب مدينة الذهب التي أصبحت واجهة استقطاب سياحي جيد لمختلف الزائرين لمملكة البحرين".

نجاحات محمد داداباي قادته دوما إلى التطوير؛ حيث يعمل في الوقت الحالي على مشروع أبراج اللؤلؤ باستثمار 925 مليون دولار (الدولار يساوي 0.37 دينار)، ويقول من المؤمل أن يتم الانتهاء من المشروع في نهاية العام الجاري، وقد استغرق العمل فيه قرابة 3 سنوات، ويضم 700 شقة تمليك، وقد تم تسويق 90% منه، ومن المتوقع أن يتم تسويق ما تبقى قبل نهاية العام، إلى جانب العمل على مشروع مكاتب تمليك في ضاحية السيف، وقد تم طرح المشروع للتسويق قبل أسبوعين، وقد تم حجز 25% من المشروع منذ البدايات.

يعترف داداباي بفضل بلاده عليه، ويحاول رد الجميل عبر بناء مشاريع لذوي الدخل المحدود، والمساهمة في حل الأزمة الإسكانية، كون أغلب المشاريع القائمة حاليا للطبقات الغنية، وهو يسعى الآن إلى دعم الحكومة في عملية التراخيص وعملية تصنيف الأراضي؛ من أجل إتمام هذه المشاريع، وتحقيق المنفعة المرجوة منها، وخدمة أبناء البحرين.

Comments

Popular posts from this blog

إمبراطورية عائلة الفهيم قيمتها مليار دولار

طلال خوري: أخذت من والدي 150 مليون درهم عام 1998 خسرت أغلبها في سوق الأسهم

المغربي السولامي رحال : من العلف...لأكبر ممون حفلات