سلمى حارب.. أقوى سيدة أعمال عربية تعد الطعام بنفسها لـ 40 شخصا
في سبتمبر/ أيلول 2005 حدث تغيير كبير في الحياة المهنية للسيدة الإماراتية سلمى علي سيف بن حارب (43 عامًا)، بترقيتها إلى منصب المدير التنفيذي لعالم المناطق الاقتصادية والمنطقة الحرة بجبل علي "جافزا" ، بعد أن كانت تشغل مهام مدير أول لقسم تطوير التخطيط الإستراتيجي وتكنولوجيا المعلومات، وبذلك أصبحت أول سيدة تتقلد منصب مدير تنفيذي لمنطقة حرة في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
هذا التغير المتزامن مع خطط التوسع الإستراتيجية التي استهدفتها المنطقة الحرة، حمَّلت حارب مسؤوليات كبيرة، لا سيما وأن العشرات من الشركات في مختلف القطاعات العقارية والصناعية والخدمية والتكنولوجية واللوجستية كانت تفتح مقار لها في "منطقة سلمى" في وقت كانت دبي برمتها تراهن على "جافزا" التي تساهم بنحو 26 % من الناتج المحلي للإمارة، ما يعني أن السيدة الإماراتية كانت أمام مهمة تبدو مستحيلة للوهلة الأولى.
وعن تقييمها الشخصي لأدائها خلال أعوام إدارتها الثلاث لجافزا تضيف سلمى "لقد حققت منذ استلامي إنجازات كبيرة على المستوى العالمي بامتداد أعمالنا إلى الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والهند، وهذا مؤشر واضح على النجاح، بالإضافة إلى النتائج المالية وحجم الإيرادات الذي تنامى بشكل لافت، وكل ذلك جاء نتيجة الخبرة التراكمية لعمل أصوله تمتد إلى 23 سنة وللفريق الذي يعمل كرجل واحد".
ويبدو أن مجلة "فوربس" بنسختها العربية قيمت سلمى حارب بالاستناد إلى هذه النتائج؛ حيث صنفتها كأقوى سيدة أعمال عربية في قائمتها التي صدرت هذا الشهر، وضمت إلى جانب سلمى عددًا كبيرًا من سيدات الأعمال الخليجيات ومعظمهن من المديرات التنفيذيات اللواتي تدرن مؤسسات وشركات لا تمتلكهن.
ويتجاوز عدد الشركات التي تقع في منطقة سلمى حارب حاليًا 5700 شركة مرشحة لتصل إلى 6000 شركة مع بداية العام المقبل 2009 وكانت "جافزا" أعلنت أن حجم تعاملاتها التجارية بلغ العام 2007 نحو 51 مليار دولار أمريكي موزعة على الصادرات والواردات، وتدير جافزا وتمتلك نحو 31 ميناء ومنطقة حرة حول العالم.
وتضيف في سرد تفاصيل حياتها اليومية: إنها موزعة بين المنزل والعمل والسفر، وتقول: "إنها سيدة منزل من الطراز الأول مثلما هي سيدة أعمال، فهي تستطيع إعداد وجبة طعام لـ40 شخصًا من الأصدقاء والأهل بنفسها، وهي تحرص على فعل ذلك بشكلٍ دوري".
وتضيف أنها "تموت على الطبخ"، وتحب جدًا الأكل من المطبخ الإماراتي، يليه المغربي فالإيطالي والهندي، كما أنها تتذوق ما لذَّ وطاب من المطابخ الأخرى".
وتضيف: "لا بدَّ من وجود من يدعمك بشكلٍ مستمر، وأنا أعود بفضل النجاح إلى والدي الذي غرس بداخلي حب العمل، والمثابرة على تحقيق النجاح، وكذلك لزوجي الذي يشجعني دائمًا، ولرئيسي المباشر في العمل سلطان بن سليم رئيس دبي العالمية، "إنه رجل يساوي وزنه ذهبًا"، وكذلك للشيخ محمد بن راشد القدوة الذي يعطينا حريةَ التصرف، وأتمنَّى أن أعود عليهم جميعًا بما يتوخونه من نتائج".
وليست "جافزا" الحد الفاصل لطموحات سلمى حارب خريجة الكيمياء من جامعة الإمارات؛ فهناك مناصب رفيعة في الدولة لن ترفضها إذا عرضت عليها ما يعني أن لديها الرغبة والطاقة في الاستمرار، وتقول: "لن أرفض أي منصب أعلى، فهدفي خدمة مجتمعي، ولا زلت قادرة على مواصلة الدرب".
Comments